غزوان هكـــ$$$ــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

راقب نفسك وحاسبها

اذهب الى الأسفل

راقب نفسك وحاسبها Empty راقب نفسك وحاسبها

مُساهمة  العريق الإثنين أكتوبر 29, 2012 4:37 am

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


راقب نفسك وحاسبها


لماذا نسوا الرقيب الذي لا يغفل ولا ينام،ونربي أنفسنا على مراقبة الله لنا في جميع إعمالنا وأقوالنا ظاهرة و باطنة،وعلى تعظيمه وتوقيره والخوف منه على الدوام،عجباّ من يخاف من دخول أمه أو والده إلى غرفته


فيسارع في إغلاق الجهاز خوفا من أن يروا مالا يرضيهم،عظم قدر البشر ولم يعظم قدر خالق البشر،وعلينا ان نعيش وفي قلبنا اسم الله الرقيب،قال تعالى(إن الله كان عليكم رقيباً)النساء،والرقيب،هو المطلع على ماأكننتة


الصدور القائم على كل نفس بما كسبت،فالمراقبة عبادة عظيمة وهي،دوام علم العبد،وتيقنه بإطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه،ومن اقوال السلف الصالح عن المراقبة،ذات يوم كان عبد الله بن عمر

،رضي الله عنه،معه بعض أصحابه يسيرون في الصحراء بالقرب من المدينة، فجلسوا يأكلون، فأقبل عليهم شاب صغير يرعى غنماّ فسلم عليهم،فدعاه ابن عمر إلى الطعام،وقال له،هلمَّ يا راعي، هلمَّ فأصب من هذه


السفرة،فقال الراعي،إني صائم،فتعجب ابن عمر،وقال له،أتصوم في مثل هذا اليوم الشديد حره،وأنت في هذه الجبال ترعى هذه الغنم،ثم أراد ابن عمر أن يختبر أمانته وتقواه، فقال له،فهل لك أن تبيعنا شاة من غنمك هذه



فنعطيك ثمنها،ونعطيك من لحمها،فتفطر عليها،فقال الغلام،إنها ليست لي،إنها غنم سيدي،فقال ابن عمر،قل له،أكلها الذئب،فغضب الراعي، وابتعد عنه وهو يرفع إصبعه إلى السماء ويقول،فأين الله،فظل ابن عمر يردد



مقولة الراعي(فأين الله) ويبكي، ولما قدم المدينة بعث إلى مولى الراعي فاشترى منه الغنم والراعي، ثم أعتق الراعي،قال حاتما الأصم،رأيت أن الله تعالى،وكل بي ملكين رقيب


وعتيد،يكتبان علي ما تكلمت به فلم أنطق إلا بالحق،واعلمي يا نفس ان عليك اربع شهود،سيشهدون عليك امام الله عز وجل يوم القيامة،فاحذري ان يشهدوا بما لا يسرك ويشهدوا عليك بما يسوءك،قد يبتعد الإنسان



عن المعاصي والذنوب إذا كان يحضره الناس،لكنه إذا خلا بنفسه،وغاب عن أعين الناس،أطلق لنفسه

العنان، فاقترف السيئات،وارتكب المنكرات،قال تعالى(وما الله بغافل عما تعلمون)البقرة،إن كانت جراءتك على معصية الله لاعتقاد أن الله لا يراك،فما أعظم كفرك،وإن كان علمك باطلاعه عليك،فما أشد وقاحتك،وأقل حياءك



(يستخفون من،وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول،وكان الله بما يعملون محيطاّ) الناس،من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم تعصيه،وتعلم قدر غضبه وشدة عقابه ثم لا تطلب السلامة منه والأنس بطاعته،قال


قتادة( ابن آدم،والله إن عليك لشهوداً،فراقبهم، واتق الله في سرك وعلانيتك،فإنه لا يخفى عليه خافية،الظلمة عنده ضوء،والسر عنده علانية، فمن استطاع أن يموت وهو حسن الظن بالله فليفعل)قال ابن الأعرابي( آخر


الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله، وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد )إن تقوى الله في الغيب، وخشيته في السر، دليل كمال الإيمان، وسبب حصول الغفران، ودخول الجنان،وكان من دعاء


النبي،صلى الله عليه وسلم(أسألك خشيتك في الغيب والشهادة)والمعنى،أن العبد يخشى الله سراً وعلانية، ظاهراً وباطناً، فإن أكثر الناس قد يخشى الله في العلانية وفي الشهادة، ولكن الشأن خشية الله في الغيب إذا غاب عن


أعين الناس،فقد مدح الله من خافه بالغيب،وليس الخائف من بكى فعصر عينيه،إنما الخائف من ترك ما اشتهى من الحرام إذا قدر عليه،

ومن الأمور الموجبة لخشية الله عز وجل،قوة الإيمان بوعده ووعيده على


المعاصي،والنظر في شدة بطشه وانتقامه، وذلك يوجب للعبد ترك التعرض لمخالفته،كما قال الحسن( ابن آدم،هل لك طاقة بمحاربة الله، فإن من عصاه فقد حاربه )وقال بعضهم( عجبت من ضعيف يعص قوياً )وقوة

المراقبة لله، والعلم بأنه شاهد رقيب على قلوب عباده وأعمالهم،وأنه مع عباده حيث كانوا فإن من علم أن الله يراه حيث كان، وأنه مطلع على باطنه وظاهره وسره وعلانيته، واستحضر ذلك في خلواته، أوجب له ذلك ترك


الماصي في السر،قال وهب بن الورد( خاف الله على قدر قدرته عليك، واستحي منه قدر قربه منك )وقال( اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك )واستحضار معاني صفات الله تعالى،ومن صفاته ( السمع، والبصر، والعلم )


فكيف تعصي من يسمعك، ويبصرك ويعلم حالك،فإذا استحضر العبد معاني هذه الصفات، قوي عنده الحياء، فيستحي من ربه أن يسمع منه ما يكره، أو يراه على ما يكره، أو يخفي في سريرته ما يمقته عليه، قتبقى أقواله



وحركاته وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة،
قال أبو الدرداء(إن العبد ليذنب الذنب فيما بينه وبين الله ثم يجيء إلى إخوانه فيرون أثر ذلك الذنب عليه )وهذا أعظم الأدلة على وجود الإله الحق،المجازي بذرات

الأعمال في الدنيا قبل الآخرة، ولا يضيع عنده عمل عامل،ولا ينفع من قدرته حجاب ولا استتار،فالسعيد من أصلح ما بينه وبين الله،فإنه من أصلح ما بينه وبين الله،أصلح الله ما بينه وبين الخلق،قال سفيان الثوري( إن


اتقيت الله كفاك الناس،وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئاً )وودّع ابن عون رجلاً فقال(عليك بتقوى الله،فإن المتقي ليست عليه وحشة )قال زيد بن أسلم( كان يقال،من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا )


نسأل الله عز وجل أن يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة،وفي السر والعلانية.

العريق

عدد المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 18/10/2012
العمر : 34

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى